تتميز المراهقة بالمعارضة والاندفاعية ,والغضب, والتوتر العاطفي,وخلافات مع الوالدين حول تفاصيل الحياة اليومية ( أن يكون في البيت في أوقات محددة,أو يمضي أوقات طويلة على التلفون أو ترتيب غرفة نومه, أو الانسجام مع إخوته وتدبر أمره معهم).
إن القواعد والأنظمة للعائلة التي ثبتت خلال الطفولة وحافظت على نظام متوازن لا يمكن تطبيقها أثناء المراهقة, فالمراهقين يبحثون عن نوع آخر من الدعم من عائلاتهم وهذا يمكن أن يشكل ضغط على العائلة,ومرورها بأوقات عصيبة حتى يستقر نظام جديد من التوازن ومن هذه التغيرات مثلا الانتقال في تزويد الأمن والحماية من الوالدين أثناء الطفولة إلى الزملاء والأصحاب أثناء فترة المراهقة.
إن التواصل هو جزء مهم جدا في أي علاقة ناجحة, وهذا ينطبق على العلاقة بين الآباء والمراهقين , فالتواصل في فترة المراهقة يكون أكثر صعوبة عندما يرى الآباء أنفسهم كمتحكمين بأبنائهم فهم يريدون تنظيم حياة أطفالهم بتفاصيلها -تناول وجباتهم الغذائية,ممارستهم لألعابهم, إيوائهم إلى فراشهم في الوقت المحدد لهم ...-.قد يكون هذا جيدا إلى نهاية فترة الطفولة ولكنه يسبب المشاكل في بداية وخلال فترة المراهقة, فبدل ان يكونوا مدراء ومهيمنين على حياة أبنائهم المراهقين, عليهم استخدام السيطرة العقلية وان يكونوا استشاريين لأبنائهم ويركزوا على مساعدة أبنائهم لتطوير وممارسة اتخاذ القرار.
فتوقفه عن لعب دور المدير فان الأب يعطي أبناءه المراهقين الفرصة لان يصبحوا أكثر استقلالية واعتماد على الذات والتي هي هدف للمراهقين,وبذلك يكون لدى الآباء فرصة للنجاح في تجنب الخطأ الذي يقعون فيه دائما وهو معاملتهم كأطفال (الأبوة الزائدة أو التحكم الزائد).
ومع الانتقال من سن الطفولة إلى المراهقة يبدأ الصراع بين الآباء والمراهقين , ويتباين حجم الصراع من عائلة إلى أخرى,فهو يعتمد بشكل رئيسي على تغير الصفات ونمو المراهقين والطريقة التي تتأقلم بها العائلة مع هذه التطورات.
إن الصراع قابل لان يزداد خلال مرحلة المراهقة المبكرة (12-14) سنة,ويثبت في المراهقة المتوسطة(14-17) سنة,ويقل خلال المراهقة المتأخرة (17-20) سنة,والغضب هو العاطفة الرئيسية للصراع, ويتصاحب مع القلق والإحباط والندم, والغضب قد يكون مشكلة إذا كان متكررا, وشديدا,ويستمر لفترات طويلة, ويقود إلى العدوانية والخلل في الأداء والعلاقات مع الآخرين.
والمراهقين هم في خطر اكبر للصراع مع الوالدين في حالة وجود مشكلة زوجية أو طلاق في العائلة, أو إن العائلة نفسها غير مستقرة,أو عندما يكون الآباء غير متفهمين لمرحلة المراهقة.
وعلى الرغم من أن الآباء يرغبون بأن ينضج أبنائهم المراهقين خلال الليل فإنهم يدركون بان ذلك مستحيلا.
وفي ما يلي نصائح للآباء للتعامل مع المراهقين.
قاوم إعطاء النصيحة بشكل متكرر: إن ابنك المراهق فد يبحث عن نصيحتك عندما يحس بأن اعتقاده بذاته وثقته بنفسه قد اهتزت, وكما قال أحد الآباء كلما قلت النصائح التي تعطيها كلما زاد كلامه معي.
تجنب انتقاد المراهق في الموضوعات التي لا يمكن لأي من الطرفين فرض رأيه فيها.
اترك لابنك المراهق الوقت للخروج ليتحمل المسؤولية من جراء احتكاكه بقوانين وأنظمة المجتمع (خارج المنزل) والنتائج المترتبة عليها.
توقع عدم الثبات, فابنك المراهق هو عرضة للتغيرات العاطفية والجسدية, والهرمونية,يكافح بين حياة الطفولة السالفة والنضج القادمة.
أعط المراهق ساعات غير رسمية فالمراهق يحتاج بعض الوقت يكون فيه لوحده .
التواصل مع قوانين البيت, والسماح لمناقشة هذه القوانين بأن يأخذ مكانا ,وبهذا فان الصراع بين الآباء والأبناء المراهقين سوف يقل. وما هي فائدة القوانين والأنظمة إذا لم يتعاون ويتفاعل المراهق معها ,إن ذلك يساعدهم على معرفة أين يقفون وبذلك يحسون بأنهم أكثر انفتاحا للذهاب إلى آبائهم للاستشارة وليس فقط بان يخبروا ماذا عليهم أن يفعلوا.
محاولة التأقلم والتعود على احتياجات المراهقين يزيد من فرص أن يكون للآباء تأثير اكبر عليهم.
تعزيز السلوك الإيجابي وتشجيع الاستقلالية, كن مشجعا دائما وتعامل مع الصراع بطريقة إيجابية.
لا تحرجهم أمام زملاءهم, إذا كنت مثار جدا وتريد مناقشة مشكلة معينة خذ وقتك وناقش المشكلة عندما تهدأ.